أخبار تشاد
ضيف أحوال تشاد : وزير الصحة العامة البروفسور/ محمود يوسف خيال
لقاء مع وزير الصحة العامة البروفسور / محمود يوسف خيال.
حسب الكريم محمد سعيد أبه زين.
أحوال تشاد : نشكرك سيادة الوزير لتكرمك لقبول دعوتنا لاجراء هذا اللقاء رغم صعوبة الجهود التي تبذلونها في كفاح فيروس كرونا السيد الوزير ما هي الإجراءات التي اتخذتموها من أجل الحد من خطورة المرض ؟
شكرا لكم ونحن نعمل من أجل الوطن وهذا واجب فيما يخص السؤال المطروح فأول الخطوات التي اتخذناها من أجل مواجهة الفيروس بدأنا من المطار مع بداية إعلان منظمة الصحة العالمية أن الفيروس فيروس عالمي وذلك يوم 23 يناير وضعنا الاحتياط اللازم بالمطار فأعددنا أجهزة الكشف الصحي عن المرض بالمطار باعتباره أول معبر يمكن أن يدخل الوباء به إلى البلاد فجمعنا الشباب الذين تم تكوينهم من أجل كفاح وباء إيبولا فتم توزيعهم على هذا المنوال جزء منهم يعمل بالمطار وجزء منهم يعمل في تدريب غيره من أجل المهمة التي تنتظرهم هذه كانت خطواتنا الأولى التي اتخذناها في كفاح الفيروس فتم التركيز على المطار خصوصا كنقطة قوة يمكن أن يفلت منها الفيروس إلى الداخل.
أحوال تشاد : السيد الوزير ما هي الخطوة الثانية التي فكرتم بها عقب وضع الفريق الطبي بالمطار مطار حسن جاموس الدولي بأنجيمنا؟
في الحقيقة لدينا أجهزة ومختبرات كانت موجودة بالمخازن فقمنا باستعمالها بالإضافة إلى ذلك أعددنا خطة استراتيجية من أجل الوقاية المسبقة وذلك عبر الكشف عن حرارة المسافرين القادمين وغسل اليدين والتعقيم.
ومن ثم قمنا بعقد اجتماع عمل من أجل وضع الخطط الاحترازية لما هو قادم وقد استفدنا في هذا المجال بالاشتراك مع الشركاء والخبراء في المجال الصحي ومن ضمن الإجراءات التي وضعناها في حال حدوث الحالة الأولى ما الذي علينا فعله ؟ وما هي الإجراءات التي نتبعها جميع هذه الأسئلة كانت مطروحة منذ المرحلة الأولى لانتشار الفيروس واعتباره وباء عالميا واستمر العمل حتى 15 فبراير فاكتشفنا الحالة الأولى وبناء على الخطة المسبقة كنا مستعدين لذلك اتخذنا من مستشفى فرشا المرحلة الأولى لكفاح المرض فأجرينا اتصالاتنا وتعرفنا على ركاب الطائرة وعلى الذين تواصلوا معهم وعملنا ليل نهار من أجل أن لا يفلت الأمر من يدنا.
وتمكنا من تجهيز مستشفى فرشا الذي فيه أكثر من 100 سرير جاهز لاستقبال المرضى … ومن الإيجابيات أن لدينا مختبر كبير تم اهداؤه إلينا عن طريق ألمانيا لمجموعة دول الساحل الخمس من أجل مكافحة الحروب البيلوجية فهذا الجهاز ساعدنا كثيرا في عملنا منذ البدء وتعد أجهزة المختبر من أجهزة الجيل الثالث.
فبعد جهد جهيد من العمل وجدنا حالتين من الطائرة الأولى التي حملت الفيروس وهي الخطوط الجوية التشادية التي قدمت إلى البلاد من الكمرون.
الطائرة الثانية التي حطت رحالها بمطار حسن جاموس الدولي بتاريخ 17 كانت هي الإشكالية الكبرى حيث اكتشفنا 4 حالات من ذلك قمنا باجراءات سريعة ففرضنا الحظر على فندق ليدجر بلازا ومن ثم واصلنا الحجر الصحي حتى فندق شاري ولكن كانت الصعوبة الكبرى فتح جبهة جديدة مع الكفاح لاسيما في الطريق البري المرتبط مع كمرون فبعد اغلاق الكمرون لحدودها البرية واجهنا مشكلة مع الطلاب التشاديين القادمين من الجانب الآخر وكان لدينا فعلا صعوبة في التحكم في الوضع لاسيما مع محاولة البعض استخدام كل الطرق من أجل العودة وقد قمنا بعدها بإرسال الفرق الطبية من أجل اجراء الكشف المسبق لكل من يدخل إلى البلاد وعبر جميع المعابر كطريق كوتيري وليرى وبالا .. الخ ومن ثم حددنا المسارات التي يجب ان تتخذ من أجل السماح لمواطنينا العودة إلى أرض الوطن وكل ذلك من أجل تفادي دخول الوباء .
وكان كل شيئ على ما يرام حتى اكتشفنا حالة جديدة عن الطريق البري وهي حالة لتشادي قادم من كمرون عبر كوتيري وصولا ببنغور حتى وصل العاصمة أنجمينا فبعدما اكتشفنا الحالة فرضنا عليه الحجر الصحي عليه وعلى الذين كان على اتصال معهم وفور الانتهاء من الحالة هذه اكتشفنا حالة أخرى لشخص آخر قادم من دبي عبر نيجيريا ودخل هو الآخر عن طريق الكمرون برا ولكن بعد عدة جهود بذلت اكتشفنا الحالة.
ولكن مع تزايد العدد وجدنا حل إضافي لمستشفى تابع لمؤسسة قطر الخيرية فاستأذنا منها ووضعنا جميع الطلاب التشاديين القادمين من الكمرون في الحجر الصحي بمستشفى العيون الذي يحتوي على أكثر من 200 غرفة وكنا نتابع حالة الطلاب فكل من قضى أسبوعين دون أن تظهر عليه أعراض المرض كنا نفك سبيله وهكذا أستمر العمل.
أحوال تشاد : السيد الوزير قد تم تسجيل تسعة حالات ما مدى استجابة الحالات المؤكدة مع العلاج المقدم لهم حتى اللحظة ؟
ما هو أكيد حتى اللحظة قد تماثل للشفاء حالتين من الحالات التسعة التي سجلناها والحالتين واحد فرنسي والآخر مغربي قد شفيا تماما وأؤكد ذلك أن الحالتين قد شفيتا وهذا بفضل من الله وتوفيقه وسنمدهم بالأدوية اللازمة وسيتم الافراج عنهم قريبا بمشيئة الله.
أحوال تشاد : السيد الوزير ما هي الخطوات التالية التي تعملون عليه ؟
ولدينا الان مجلس علمي وهذا المجلس العلمي يعمل من أجل إيجاد الحلول اللازمة للخروج من الأزمة من الجانب الصحي ووضع الخطوات الصحية اللازم اتباعها.
ولدينا أيضا خطة عمل من أجل توفير الاحتياجات وتقدر القيمة المالية للاحتياجات العاجلة ب15 مليار والمبلغ المذكور مخصص لاحتياجاتنا للمستشفيات المتجولة وأجهزة الإنعاش والأوكسجين والأجهزة التنفسية والتدريبات الفنية وأجهزة المختبرات … الخ.
والان نعمل مع الشركاء المختلفين من ذلك البنك الدولي الذي وعدنا بتزويدنا بمبلغ مالي يقدر ب17 مليون دولار بعيدا عن 15 مليار المذكورة وهناك العديد من الشركاء نعمل معهم من أجل توفير الاحتياجات الأساسية والاستعداد الأمثل للوقت الراهن ولقادم التحديات المقبلة ما بعد فيروس كرونا.
أحوال تشاد : السيد الوزير صحيح التحدي كبير لكن هناك سؤال مطروح ماذا ليكم حتى الآن من المعدات والأجهزة الطبية الجاهزة للتعامل مع الوباء؟
الان في الوقت الراهن لدينا بمستشفى فرشا مئة سرير جاهز منه 18 سرير مرفق بأجهزة متنوعة منها 10 لديها أجهزة إنعاش و8 أسرة أخرى لديها أجهزة أكسجين جاهزة للعمل ولم نستخدمها حتى الآن.
في مستشفى الأم والطفل لدينا 91 سرير في المبنى الجديد للأم والطفل لدينا 8 سرير منها مرفق بأجهزة انعاش ولدينا جهاز لإنتاج الأوكسجين.
مستشفى النهضة لدينا فيه 15 أسرة بها 4 أجهزة لديها أجهزة انعاش ومرفقة معها أجهزة أوكسجين.
وبمستشفى الصداقة التشادية الصينية لدينا أيضا 15 أسرة أربعة منها لديها أجهزة انعاش ولديها أجهزة لانتاج الاوكسجين.
فبالمجمل لدينا أكثر من 230 سرير و22 سرير فيه جهاز انعاش و16 سرير مرفق مع أجهزة أوكسجين.
والآن نجهز عدد أجهزة أخرى بمستشفى الأم والطفل 7 أسرة يتم الان تزويدها بأجهزة أوكسجين.
ولدينا خطة للشهر المقبل لشراء أكثر من 300 جهاز انعاش ونعمل وفقا لبرنامجنا من أجل اخذ جميع الاحتياط اللازم.
صحيح الأجهزة التي لدينا ليست كبيرة ولكننا نعمل الان في تجهيزها بكل ما يمكن.
أحوال تشاد : سؤال ما هي الميزة التي تميز تشاد عن غيرها من الدول الافريقية في كفاحها ضد الفيروس؟
تشاد من الدول الأوائل التي أغلقت مطارها ووضعت استعداداتها المسبقة من أجل كفاح المرض وسرعة وضع الخطة المسبقة جعلتنا نقف على الحالة قبل حلولها.
وقد تواصلنا مع الجهات الصحية المستشفيات والمراكز الصحية وغيرها بضرورة اخطار الجهات المختصة فور وصول أي حالة مشتبه بها بالفيروس.
وعلى سبيل المثال لا الحصر الحالة التي تم اكتشافها لتشادي أتى من دبي ومصاب بالفيروس قد قمنا بفرض الحجر على 60 منزل من الحي الذي كان به ومن ثم تراجع الحجر حتى المنزل الذي نزل به المصاب وقد اتبعنا الإجراءات اللازمة مع المشتبه باصابتهم ولكن تم التأكد من خلوهم من المرض بعدها تم فك الحجر عنهم.
ولا يمكن أن ننسى هنا الحديث عن دور القائد الأول رئيس الجمهورية الذي وافق على جميع التوصيات التي تم تقديمها من ذلك سرعة تنفيذ الإجراءات فدون تردد صادق على اغلاق المطار ومن ثم دون تأخير وافق على اغلاق الفندقين ووضعهم تحت الحجر الصحي ليدجر بلازا وشاري فكل هذه الجهود لولا وقوفه معنا لما تحققت.
وبطبيعة الحال لدينا شركاء نعمل معهم منذ 23 من يناير من أجل كفاح المرض وبالإضافة إلى ذلك نحن نعمل ليل نهار مع اللجنة العليا المكلفة بكفاح الفيروس بقيادة وزير الدولة الوزير الأمين العام برئاسة الجمهورية وذلك وفقا لخطة عمل ممنهجة وهي التي ساهمت في تخفيف عبئ المرض عن المجتمع التشادي بعد توفيق الله لنا في هذه الأعمال التي نقوم بها ولم نسجل حتى الآن أي حالة من داخل البلاد بل أن جميع الحالات أتت من الخارج.
أحوال تشاد : ما هي الرسالة الأخيرة التي توجهها سيادة الوزير؟
رسالتي الأخيرة علي أن أشكر جميع العاملين في المجال الصحي وكذا رجال الجيش الوطني والشرطة الذين يعملون معنا ليل نهار من أجل كفاح المرض فغالبا الناس تتكلم ولا تدرك ما يجري في عملنا هنا فهناك من يسهر الليل ويعمل النهار من أجل كفاح المرض فعند البداية كان لدينا تقريبا 10 جهاز إنعاش فقط ولكن الآن تزايد العدد بفضل عمل الشباب وسهرهم من أجل وطنهم فلهم كل الشكر والتقدير على هذه الجهود التي قدموها والشكر أولا وأخيرا لقيادة البلاد ممثلة في رئيس الجمهورية فلولا دعمه لنا لما قمنا بما قمنا به والشكر لجميع الذين عملوا بجهد ولا زالوا يعملون من أجل الوطن فلولا هذه الجهود لكنا الان غارقين في أزمة المرض.