لقاء الأسبوع
ضيف الاسبوع العضو البرلماني التشادي عبد الله شوا
الاسم : عبد الله شوا علي
تاريخ الميلاد : 31/ يوليو / 1963م.
الحالة الاجتماعية : متزوج وأب لسبعة من الأبناء
المهنة : مخلص جمركي معتمد من الجمارك.
المستويات التعليمية :
– الإبتدائية –بسار -1976م.
– الإعدادية بسار – 1981م.
– الثانوية – سار 1985م.
الخبرات العملية :
– عضو بالبرلمان التشادي
– منسق المكتب الأبيض لحزب الحركة الوطنية للإنقاذ بتشاد.
– دورة تدريبية في التخليص الجمركي بمكتب النقل التشادي – بسار
– مسؤول الفاعلين الاقتصاديين للشباب بالدائرة الثامنة للعاصمة التشادية أنجمينا.
– مسؤول التجمع الاجتماعي المهني للدائرة الثامنة للعاصمة التشادية أنجمينا.
– الأمين العام لفريق تربيون لكرة القدم .
– الأمين الإقليمي للمالية بمدينة سار للحملة الانتخابية الرئاسية للعام 1996م.
– المدير المؤسس لمؤسسة عبد الله شوا لخدمات التخليص الجمركي 1998- حتى الآن.
صورة العضو البرلماني عبد الله شوى رفقة الرئيس التشادي
السيد عضو البرلمان التشادي عبد الله شوا يسعدنا أن تكون ضيفا لجريدة أحوال تشاد ما الذي تتذكره عن فترة الطفولة وما هي أبرز ملامح تلك الفترة ؟
بصراحة فترة الطفولة من الصعوبة بمكان أن نتذكرها بتفاصيلها لاسيما بعد مضي أكثر من 50 عاما على ذلك ولكن لا زالت هناك مشاهد عالقة بالذاكرة ولا يمكن تجاوزها ونسيانها أبدا من ذلك أول يوم بروضة الأطفال بمدينة فرشانمبول التي تسمى في الوقت الحاضر سار فما يبقى في ذاكرتي تعامل معلمة الروضة معنا ونحن أطفال والهدايا التي تقدمها لنا بصراحة من المشاهد التي لا يمكن نسيانها أبدا ففي الحقيقة كان التعامل مبني على الشعور بالانتماء إلى المؤسسة والشعور بحنان الأم تماما فهي لا ترى فينا مجرد أبناء أوكلت تربيتهم خلال فترة بعينها إليها ونعود لمنازلنا بعدها ولكنها كانت تعاملنا معاملة الأم لأبنائها فتلك لحظات أذكرها ولا يمكن نسيانها وصولا إلى قدومنا إلى العاصمة أنجمينا ووقتها كان يطلق عليها فور لامي وليس المسمى الحالي أنجمينا فأكملت بها المرحلة الابتدائية.
دعنا نعود لتلك الفترة الجميلة ولنضع مقارنة بسيطة ما الفارق بين الفترة الماضية التي كانت المدرسة تمثل دور البيت الثاني للتلميذ أو الطالب وبين الفترة الحالية التي لم تعد هناك روابط بين المدرسة وأبنائها ما السبب؟
هناك فارق كبير بين المؤسسات التعليمية في الوقت الراهن وفي الوقت الماضي ففي الحقيقة الوضع في السابق وفرت فيه جميع مقومات التعليم على عكس الوقت الراهن يضاف إلى ذلك في الماضي كان عدد الطلاب محدود أما الآن فالعدد في تزايد ومعه تتناقص مقومات دعم التعليم مما يعطل العلاقة التي تربط بين المؤسسات والطلاب الذين يتخرجون منها.
السيد عبد الله شوا بما أن سار أو فرشامبول مثلت جزء من حياتكم ما هي الذكريات التي تحملها عن تكل المنطقة الجميلة؟
في الحقيقة الذكريات كثيرة جدا دعنا نبدأ من جانب التعليم وعلاقة الطلاب فيما بينهم فلم تكن العلاقة في السابق كما هي الآن ففي السابق علاقاتنا أخوية أكثر من كونها مجرد صداقة وهنا يكمن الفارق فما كنا نعرف أن هذا من قبيلة كذا وذاك من كذا فالآن أول سؤال يتبادر للأذهان عقب التعريف فلان من أي قبيلة وما كنا نعطي التفكير في هذا الجانب أهمية كنا نعرف بعضنا كوننا من الحي ذاته أو من المؤسسة ذاتها وما تبقى ليس له أثر.
السيد عضو البرلمان التشادي أصبت في الإجابة على محور أساسي في هذا اللقاء وبناء عليه ما الدافع الحقيقي وراء تمسك المتعلمين من أبناء هذا الوطن بعقلية القبلية والجهوية عوضا عن الوحدة الوطنية؟
برأيي السبب الرئيس لذلك يعود لهيمنة الجانب السياسي للوضع العام ما فرض على الواقع الاجتماعي التوجه نحو هذا الاتجاه وما يؤكد ذلك التغيير الكامل الذي يطرأ على العلاقة ما بين التشاديين بالمهجر فهناك تجد التشاديين متكاتفين وتجمعهم علاقة ود وإخاء على عكس الواقع بأرض الوطن أيضا هناك دافع آخر يتمثل في مستوى الهيكل التعليمي ففي السابق المدرس له دوره وهو سيد قراره في الهجرات التعليمية وتجده غالبا مدرس متكامل تنطبق فيه صفات المربي قبل المعلم وهنا يكمن الفارق بين الوضعين أما الوقت الراهن فالطلاب في حد ذاتهم لا يدركون قيمة التعليم فتجدهم يهتمون بالعالم الافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي واستغلال ذلك الجانب في الاتجاه الخاطئ أكثر من اهتمامهم بالعلم.
هذا الجانب الذي سيدفعنا نحو تقديم سؤال آخر يتعلق بشأن التعليم حيث شهدت الفترة الماضية زيارة ميدانيةمن قبل البرلمان لمختلف الأقسام والمقاطعات الإدارية وذلك بهدف تفقد سير العملية التعليمية بالبلاد فبصفتك عضو فما الذي توصلتم إليه باعتباركم أحد الأعضاء الفاعلين بتلك اللجان؟
فعلا قد كنت رئيس لجنة الدائرة الثامنة والعاشرة بالعاصمة أنجمينا وخلال جولتنا الميدانية اكتشفنا كثيرا من الصعوبات والمعوقات التي تعيق النظام التعليمي ببلدنا فالحقيقة المستوى التعليمي ماض في التراجع نسبة لنقص المعلمين وكذا المباني التعليمية .. الخ من المشكلات التي هي في أمس الحاجة إلى وجود حلول عاجلة تحول دون استمرارها وسنرفع التقارير اللازمة من أجل مناقشتها مع جهات الاختصاص ومناقشتها بحيث نجد لها حلول في القريب العاجل.
طبعا مراحلك التعليمية لم تكتفي بها داخل الحدود الوطنية بل يلاحظ من السيرة الذاتية لكم أن بلاد الحرمين الشريفين شكلت جزء من ذكرياتم الماضية فضعنا في الصورة أكثر ما الذي تمثله لك المملكة العربية السعودية؟
في الحقيقة الدافع الحقيقي وراء إرسالي للأراضي السعودية هو واقع الحروب بتشاد أنذاك فرأى والدي الأفضل لي أن أذهب إلى الأراضي المقدسة من أجل تلقي العلم وإبعادي عن واقع الحروب وفعلا سافرت إلى هناك وبقيت يقارب ثلاثة عام وقد وجدت عم لي هناك فكنت معه وقد خيرني ما بين العمل والدراسة و اخترت العمل والدراسة في آن واحد فأرشدني إلى شركة فرنسية اسمها سعودي أوجيه وهي شركة مقاولات وقد قدمت طلبا للعمل و التقيت بالمسئول الإداري المكلف بالموظفين وهو فرنسي الجنسية فعندما تبادلنا الحديث بالفرنسية أول سؤال وجهه إلي ما الذي أتى بك إلى هنا ما دمت تجيد الفرنسية أليس الأفضل لك أن تذهب إلى فرنسا بهذه الكلمات واجهني فما كان مني إلا أن قلت له لا أنا مسلم وأنا أرتاح أكثر لهذا البلد أكثر من فرنسا فوافق على الفور في قبولي عاملا بالشركة مع مرتب محترم آنذاك فكنت أجمع ما بين العمل والدراسة كنت أشتغل طوال النهار وفي المساء ألتحق بالحلقات التعليمية داخل الحرم حيث سمحت السلطات السعودية بتواجد العلماء وتقديم الدروس بصفة مجانية.
ماذا تبقى لك من ذكريات عن المملكة ؟
الذكريات كثيرة ولكن أهم ما أحمله من ذكريات تتمثل في الإخوة التشاديين الذين جمعتنا بهم الغربة ومن ضمنهم الأخ عثمان الذي يظل معي دوما في الذاكرة كأبرز الشخصيات التي احتككت بها أثناء تواجدي بالمملكة وقد وعدته بأن أطلق اسمه على أول مولود أرزق به وقد وفيت بعهدي مع أول مولود لي فأطلقت عليه اسم عثمان تيمنا بصديقي عثمان.
خطاب رئيس الجمهورية الذي ألقاه بمناسبة رأس السنة الميلادية ما الذي من الممكن قراءته من خطاب رئيس الجمهورية ؟
برأيي الخطاب الذي وجهه رئيس الجمهورية هو خطاب محوري وهام لأنه حث على ضرورة العودة إلى الأرض العودة إلى الزراعة والثروة الحيوانية العمود الفقري لاقتصادنا منذ تاريخنا القديم ولا زلت أذكر جيدا الكلمات التي قالها رئيس الجمهورية أثناء الافتتاح الرسمي للحقل البترولي الأول بمدينة دوبا في العام 2003 م حيث قال اليوم نحن نحتفل بافتتاح بئر بترولي ولكن هذا لا يغني عن الزراعة والثروة الحيوانية ففي الحقيقة البترول ثروة ناضبة على عكس الزراعة والثروة الحيوانية التي هي في تجدد مستمر وقد منحنا الله هذه الثروة لذا وجب علينا العودة إلى الأرض من أجل إحياء الأمل وعودة الاقتصاد لقوته.
ماذا عن الانتخابات البرلمانية المقبلة وما هي توقعاتك لها وهل ستسعى من اجل ولاية جديدة ؟
صحيح العام 2018 م سيشهد انتخابات برلمانية ولابد لنا من الان الاستعداد لذلك وفي الحقيقة رغم الجهود التي سنبذلها فنحن على يقين أن الأمور جميعها مقدرة من الله سبحانه وتعالى وبالتالي سنعمل من أجل المشاركة ونترك الفوز من عدمه لما يقدره الله لنا في ذلك.
فيما يخص العمل البرلماني فهناك حقائق يجهلها عامة الشعب فدورنا يتمثل في مراقبة العمل الحكومي وكذا بالتصويت نيابة عن الشعب في القرارات التي تتخذها الحكومة ومراقبة الإدارات الحكومية في عملها ولكن عكس ذلك تماما هناك منظور آخر للمجتمع ونظرته للبرلمان باعتباره مرجع لحل جميع المشكلات أيا كانت نوعها وهنا علينا التنويه أن البرلماني بإمكانه المطالبة من الجهات ذات الاختصاص وطلب توفير الاحتياجات التي يحتاجها السكان سواء كانت مستشفيات أو طرق … الخ ولكن هذا لا يعني أن البرلماني بإمكانه القيام بذلك ولكن هو يقوم بواجبه بالمطالبة وعلى الجهات المختصة التنفيذ حسب خطتها وميزانيتها وهذا ما يجهله معظم الشعب.
نعود للتاريخ قليلا ما الذي تأخذه من تاريخ تشاد لاسيما المتعلق بحرب التسعة أشهر الشهيرة التي باتت حديث الجميع رغم مضي سنوات عديدة على وقوعها وما صاحبها من حروب في فترتها من العام 1979 وحتى العام 1982 م؟
حرب التسعة أشهر بصراحة أوقات عصيبة نتمنى من المولى عز وجل أن لا تعود إلينا أبدا مرة أخرى فهذه الحروب هجرتنا حتى أوصلتنا إلى المناطق الحدودية مع الكمرون بالتحديد مدينة كسري التي بتنا فيها لاجئين عوضا عن كوننا تشاديين نعيش بحرية بوطننا بتنا لا نملك شيئا فالشوارع مليئة بالجثث التي كلها من أم وأب وخال وعم وتستمر أصوات الأسلحة بشتى أنواعها واقع لا يمكن تصوره أبدا … ورغم ذلك تبقى هناك ذكريات لا يمكن أن تمحو من الذاكرة لا زلت أذكر القنبلة اليدوية التي سقطت بالقرب من منزلنا بحي مرجان دفق فوقتها كنا نرى الموتى و والجرحى بصورة خيالية وتساقط للجدران وقد طالبنا من عمنا التحرك من أجل اللجوء وفعلا بعدها بيوم غادرنا العاصمة أنجمينا واتجهنا نحو المنطقة الحدودية كسري الكمرونية والتي منها بعضنا غادر باتجاه إفريقيا الوسطى والبعض الآخر باتجاه نيجيريا وأنا من ضمن الذين مكثوا تسعة أشهر ومن ثم عدت إلى مدينة سار وسجلت وعدت للدراسة بمدينة سار حتى قبيل نهاية الحرب الدائرة آنذاك.
الحديث هنا يدفعنا للتطرق للصراعات الحالية التي تشهدها المنطقة كالوضع الراهن بليبيا وإفريقيا الوسطى فما الذي لاحظته من خلال تلك الحروب وواقع اللاجئين؟
لا يمكن تخيل ويلات الحروب سوى من الذي عايشها وعرف حقائقها في الحقيقة من الصعب أن يفقد الإنسان بين عشية وضحاها جميع ما يملك من منزل وغيره من مقومات الحياة ليبقى تحت ظل شجرة أو مخيم مليئى بالمساكن البلاستيكية لا يمكن تخيل ذلك … فلا زلنا نذكر تساؤلنا في السابق حول المثل الذي نردده في تشاد هنا – الحالة خطيرة في أنغولا – فصحيح كنا نردد هذا المثل في كل حادثة طارئة ولم نتوقعها وتسببت لنا بانتكاسة ما ولكن بعدما عشنا ويلات الحروب أدركنا معناها حقا واليوم الحمد لله بفضل الله وجدنا الأمن بتشاد على عكس ما يجري بدول الجوار كنيجيريا مع بوكو حرام وإفريقيا الوسطى وليبيا وغيرهم من الدول التي تعيش لحظات عصيبة فنتمنى من المولى عز وجل أن تكون هذه السنة الجديدة سنة خير وبركة على الجميع وأن تكون سنة سلام بإفريقيا والعالم أجمع.
حسب الكريم محمد سعيد.