أخبار تشاد

العاصمة التشادية تشهد إنطلاقة فعاليات أنشطة الكتلة الإفريقية لبرلمانيات الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي

عشية انطلاقة فعاليات أنشطة المجموعة الإفريقية بالمؤتمر الدولي  لبرلمانيات إتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي أقيمت ندوة علمية بدار المرأة التشادية بالعاصمة أنجمينا بتنظيم من الاتحاد وبتنسيق مع الاتحاد العالمي للنساء المسلمات فرع تشاد.

في الكلمة الافتتاحية أوضحت رئيسة المجموعة الإفريقية بالمؤتمر الدولي للبرلمانيات المسلمات باتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي / منصورة حامد نوري إلى أن مؤتمر البرلمانيات المسلمات يهدف إلى تمكين المرأة المسلمة اقتصاديا وإبراز دورها في محاربة التطرف الديني والعنصري في المجتمع بالإضافة إلى مكافحة العادات المخلة بالشرع الإسلامي وما يضاف من الوقوف في وجه استخدام المرأة في الدعايات التجارية الغير مقبولة … الخ.

مضيفة أن الاتحاد يسعى لتحقيق أهدافه بناء عبر إقامة الدورات والندوات والزيارات ما بين الدول الأعضاء بهدف تبادل الخبرات.

مؤكدة أنها تستهدف ستة أقاليم بالبلاد مابين الشمال والوسط والجنوب بجانب إقامة حملات توعوية داخل العاصمة أنجمينا تشمل الاتحادات النسائية والطلابية يضاف إليها النطاق العالمي والذي سيكون ضمن أجندتها زيارة العديد من الدول على مستوى القارة الإفريقية أو الآسيوية.

وفي مداخلة لها الوزيرة السابقة رئيس الاتحاد الدولي للنساء المسلمات فرع تشاد / البتول زكريا قالت أن مكافحة الأمية تبدأ من تعليم المرأة التي تشكل الجهاز الفاعل في مكافحة الأمية.

موضحة أن المجتمع الحالي يصب جل اهتمامه في مجال تعليم الذكور أكثر من النساء مؤكدة أن مسيرة التعليم دوما ما سجلت الأعداد الزائدة للنساء ولكن سرعان ما تتخلص هذه الأعداد بصورة مخيفة كلما تقدم المستوى بدء من الإعدادي وصولا للمستوى الثانوي.

مداخلة أخرى شهدتها الندوة قدمها البروفسور ناصر النائي آدم الذي قال في مطلعها أن المجتمع التشادي يعيش تحت وطأت الأمية حيث أكد أن نسبة الأمية تصل نسبتها 85%.

وأقر البروفسور ناصر النائي آدم أن المجتمع يعتمد كليا على المرأة في الإعالة وأن العاصمة أنجمينا لوحدها تعيل المرأة فيها ما يقارب المائة ألف أسرة في الوقت الذي تعيل المرأة ما يقارب المليون أسرة على المستوى الوطني.

حاثا المجتمع على ضرورة التفكير جديا في عدة نقاط تعمل على تحقيق التنمية من ذلك التفكير في دراسة المواليد الجدد بالإضافة إلى السكن والعمل.

وأفصح ناصر النائي آدم عن النقاط التي تساهم في  تمكين المرأة اقتصاديا والتي تمثلت في زيادة الدورات التدريبية والتي على حد قوله تعد الأهمية القصوى وذلك لجهل المرأة التشادية بأهمية الاقتصاد نسبة للنظرة الاقتصادية السائدة والتي ترى الاهتمام بمنظور الربح والخسارة والتدقيق في المجال الاقتصادي نظرة البخل أكثر من نظرة اقتصادية ذات منفعة مرجوة.

كما طالب ناصر النائي بضرورة تمكين المرأة في المجال القيادي وما يضاف إليها من تدريب في مجال الحرفي لاسيما الحرف الحديثة عوضا عن الحرف التقليدية.

في الوقت الذي طالب البروفسور النائي تشجيع المرأة على الانخراط في القطاع الخاص وتوجيه التعليم أكثر نحو المجالات الاقتصادية بالتحديد المحاسبة وإدارات الأعمال ودفع المرأة نحو استخدام التكنولوجيا الحديثة.

مشيرا على أهمية الابتكار في الأعمال التجارية للمرأة بالاعتماد على دراسة الجدوى للمشاريع وتنويعها حتى تكون ذات أثرا فاعل في الأنشطة المختلفة.

مطالبا الحكومة بإصدار تشريع ينص على ضرورة مشاركة المرأة في الأعمال سواء في القطاع العام أو الخاص وبنسب محددة يجب الالتزام بها من قبل الجميع.

محور ثالث شهده اللقاء وهو المحور المتعلق بدور المرأة في مكافحة التطرف وفيه قارن الدكتور / عادل صغيرون تيراب المرأة ما قبل الإسلام والمرأة في ظل الإسلام والاختلافات الشاسعة التي حدثت في حياة المرأة وتعزيز دورها في العصر الإسلامي مؤكدا أن المرأة في العصور ما قبل الإسلام كانت مجرد كيان تابع للرجل ليس له أي تأثير بل أن العصور الماضية قد ظلمت المرأة وجعلت منها خاضعة للرجل على عكس الإسلام الذي منحها حريتها ودورها المنوط بها في المجتمع.

داعيا المجتمع على ضرورة تعليم المرأة والتشجيع على ذلك مشيدا بتأثيرها على المجتمع في الوقت الذي رأى تيراب أن تعليم المرأة يعني تعليم المجتمع بأثره.

وقال تيراب أن الوضع الحالي يفرض على المجتمع المسلم ضرورة مراجعة العالم الإسلامي للقضايا المتعلقة بالمرأة لاسيما التعليم الذي رأى فيه ضرورة وضعه في المقام الأول.

مشيدا بوسطية الإسلام في كل تعامله مؤطا أن الإسلام لا يرضى بالغلو ولا التساهل وأن الشرائع الإسلامية كلها كانت وسطية دون إفراط ولا تفريط.

هذا وقد شهدت المناسبة مداخلات من قبل الجمهور الذي كان منها مداخلة مستشار رئيس الجمهورية في التعليم العالي د/حسين مسار حسين الذي أشاد بمبادرة النائبة البرلمانية في مجال التعليم والدعوة نحو زيادة التوعية الجماهيرية حول تعليم المرأة.

وزير العدل السابق ونائب رئيس جامعة أنجمينا د/ الطيب إدريس حلولو أشاد بمستوى تعليم البنات مؤكدا أن الوقت الحالي بات يشهد تفوق واضح للإناث عوضا عن الرجال حاثا البنات على ضرورة مواصلة العمل الجاد موضحا أن المرأة هي أساس الاقتصاد بتشاد مبررا ذلك بدور المرأة في الريف وعملها في الثروة الحيوانية التي تعد الداعم الأساسي للاقتصاد بتشاد.

من جانب آخر قالت وزيرة الشباب والرياضة والترفيه السابقة حبيبة ساولبا أن تعليم المرأة يفترض يكون الركيزة الأساسية وأن تعليم المرأة يعني تعليم المجتمع مشيدة بمشاركة البلاد في المحافل الدولية مؤكدة أن مساهمة المرأة المسلمة في مختلف الأنشطة يعد نقطة انطلاقة حقيقية في واقع المجتمع مضيفة في الوقت نفسه أن الدين يجب أن يكون ركيزة أساسية لدى المرأة التشادية داعية على التكاتف والعمل الجاد من أجل إيصال الرسالة الهادفة.

عمدة بلدية العاصمة أنجمينا مريم جيمى عبيد أشادت بمنصورة حامد نوري كما داعية إياها على الشروع في استغلال ما توفر من المشاركات  المالية النسائية في دعم التنمية الاقتصادية  للمرأة وذلك عبر إنشاء مشروع خاص يهدف إلى ترقية الأنشطة الاقتصادية للمرأة التشادية والمساهمة في التنمية المستدامة.

من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة العديد من الأنشطة التوعوية في المدارس والمؤسسات المختلفة بالإضافة إلى التوعية على مستوى الأقاليم المختلفة بالبلاد.

حسب الكريم محمد سعيد.

مقالات ذات صلة

إغلاق
إغلاق