شؤون اقتصادية

جمهورية تشاد.. فرص اقتصادية واعدة

تسببت الحروب الأهلية والصراعات السياسية، في تأخر تشاد بشكل كبير، مما أدى ذلك إلى ضعف اقتصادها وبالتالي ضعف دخل الفرد، وانتشار الفقر، وانعدام التعليم، وارتفاع معدل البطالة، وهو الأمر الذي أتى بالتدخلات الأجنبية لتفرض أجندتها على تشاد.
الموقع والطبيعة الجيوسياسية:

تشاد دولة أفريقية داخلية، تقع بين (6) دول يحدها من الشمال ليبيا، ومن الجنوب أفريقيا الوسطى، والجنوب الغربي الكاميرون ونيجيريا، ومن الغرب النيجر، وتحدها السودان من الشرق.

تعتبر تشاد خامس أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة (1.284.000) كلم مربع، وتوفر بحيرتها المسماة (بحيرة تشاد) المياه العذبة إلا أنّ تغيرات المناخ العالمي ضاعف من انخفاض منسوب المياه، الأمر الذي أدى إلى معاناة أكثر من (50) مليون نسمة من سكان المناطق المحيطة من جراء الجفاف والجوع.

إلى جانب هذه المعاناة، تبرز ظاهرة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة التي أدت إلى تنامي الخوف من أن تصبح المنطقة بؤرة للإرهاب وتهريب البشر والجريمة المنظمة.

يبلغ عدد سكان تشاد حوالي 14.4 مليون نسمة بحسب تقديرات 2016، يمثل المسلمون منها ما نسبته 50% حيث ينتشر الإسلام المعتدل بين معظم المسلمين في البلاد، كما تنتشر الطرق الصوفية خاصة التيجانية، والتي يتبناها حوالي 35 % من المسلمين، بينما تبلغ نسبة المسيحيين حوالي 40% فيما تبلغ نسبة الأديان الأخرى حوالي 5%، وتعتبر تشاد بحسب الدستور دولةً علمانية ولغتها الرسمية هي لغة الاستعمار الفرنسية ثم العربية، إضافة إلى أكثر من (100) لغة محلية.

القوة الخماسية هي مجموعة دول تحاول أخذ نصيبها من المخزون التشادي من الموارد الطبيعية، يأتي في مقدمتها دولة الاستعمار (فرنسا) ثم الولايات المتحدة الأمريكية، ثم الصين وهولندا، وأخيراً إيران التي تسعى هي الأخرى إلى نشر المذهب الشيعي، من خلال التعاون مع دولة تشاد في البرامج الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك الحال دخلت مصر في مجال التعاون مع تشاد، من خلال البرامج الصحية والتعليمية والزراعية، والثروة الحيوانية والتعاون في المجالين الأمني والعسكري لكبح جماح الأنشطة والتنظيمات الإرهابية التي تتخذ من تشاد مأوى لها.

الفرص الواعدة:

يبلغ دخل الفرد التشادي حوالي 1.8 من إجمالي الناتج المحلي عام 2015، يرجع هذا الأمر إلى تعرض تشاد لهجمات إرهابية أدت إلى تراجع الأنشطة الاقتصادية.

يبلغ عدد من هم أقل من (25سنة) حوالي 65% من عدد السكان، في حين يبلغ متوسط سن الوفاة (45) سنة، ويعيش حوالي 45.5% من السكان تحت خط الفقر، في حين تحتل تشاد الرقم 165 في تقرير الأمم المتحدة الخاص بالتنمية البشرية، من قائمة تضم 173 دولة، وتصل نسبة الأمية (50%) من عدد السكان.

تمتلك تشاد ثروة معدنية هائلة تتميز بالتنوع ومنها سلع هامة كالبترول، واليورانيوم، والذهب، والصلصال، والنترون، وينتج القطاع الزراعي ( القطن، الذرة، والدخن، والمكسرات، والسمسم، والأرز، والبطاطس، والبصل)، وتتوفر في تشاد ثروة حيوانية تتمثل في الخراف والماعز والجمال، وينتج قطاع الصناعة عدداً من السلع والمنتجات البترولية، والقطن والمنسوجات، البيرة، النيترون، الصابون، السجائر، مواد البناء.

يعمل حوالي (80%) من السكان في قطاع الزراعة، وحوالي (20%) في الصناعة والخدمات، وتساهم عائدات البترول بحوالي (60%) من إجمالي قيمة الصادرات، بينما يساهم قطاع الزراعة والثروة الحيوانية بباقي الإيرادات.

بلغ حجم الصادرات التشادية في عام 2017 حوالي (2.433) بليون دولار. بينما بلغ حجم الواردات حوالي (2.124) بليون دولار.

تصدر تشاد منتجاتها من البترول والماشية والقطن والصمغ العربي إلى كل من الولايات المتحدة الأمريكية، والصين وهولندا والإمارات العربية المتحدة بنسب متفاوتة، بينما تستورد من كل من الصين والكاميرون وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والهند والسنغال.

علاقات تشاد مع الدول الغربية:

فرنسا: تعتبر فرنسا دولة الاستعمار، وبالتالي تتأثر العلاقات الخارجية لتشاد مع الدول الأخرى بشكل أساسي بالعلاقات القائمة بينها وبين فرنسا، وازداد الاهتمام الفرنسي بتشاد بعد اكتشاف النفط 2003.

الولايات المتحدة الامريكية: تسعى لتعزيز علاقاتها مع تشاد خاصة بعد رفع الرئيس ترامب الحظر على دخول التشاديين للولايات المتحدة الأمريكية، بسبب تعاون تشاد الكبير في مكافحة الإرهاب الأمر الذي قد يمهد لأنشطة استثمارية أمريكية في تشاد.

هذا ويأتي الاستثمار الصيني والهولندي، في مجالات تجارية متنوعة.

علاقات تشاد مع الدول الأفريقية:

السودان: ظل الصراع مستمراً بين تشاد والسودان لفترات طويلة دون الأخذ في الحسبان المصالح الاستراتيجية بين البلدين، و في عام 2003 هدأت الامور تقريباً بعد قيام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله- بتبني اتفاق سلام بين البلدين الشقيقين.

وبعد سنوات من الشد والجذب بين البلدين استمرت حتى 2010 شهدت العلاقات بين البلدين انفراجاً دبلوماسياً نتج عنه توقيع عدة اتفاقيات منها تأمين الحدود المشتركة، وإقامة شراكة من أجل السلم والتنمية.

ليبيا: شهدت العلاقات بين البلدين صداماً مسلحاً، بسبب نزاع قبلي بحت، وبشكل عام باتت العلاقات بين البلدين متذبذبة وغير مستقرة.

الكاميرون، أفريقيا الوسطى، نيجيريا : تتسم العلاقات بين هذه الدول وتشاد بالقوة، ويبرز التعاون فيما بينها في مجالات أمنية، وتعتبر مسألة الحدود هي أكثر القضايا حساسية بين هذه البلدان لارتباطها بأوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية، وتتم التسويات بشأن هذه المسائل بواسطة التدخل العرقي والقبلي.

العلاقة بين تشاد وإيران:

يسعى النظام الإيراني من خلال إقامة العلاقات مع تشاد إلى نشر الطائفية، والاستفادة من الثروات المعدنية وعلى رأسها اليورانيوم والذهب.

وتعتمد إيران في نشر الطائفية بالأوساط التشادية من خلال المجاميع القرآنية، والأنشطة التعليمية، والمعارض السنوية، والبعثات التعليمية للطلبة التشاديين لإيران وسوريا ولبنان.

وفي 2017 تم الاتفاق على إقامة معارض تجارية بين مدير الوكالة الوطنية للاستثمارات والصادرات التشادية ورضا مطلبي مدير عام الشركة الإيرانية سورينا تم من خلالها تشجيع التبادل التجاري بين البلدين وتشجيع رجال الأعمال على التنقل بين البلدين.

العلاقات بين السعودية وتشاد:

تتمحور العلاقات بين تشاد والسعودية حول المجال الإنسانى من حيث تقديم مساعدات إنسانية ، فضلا عن الاهتمام بالجانب الديني للمسلمين في تشاد في إطار الدور السعودي كراع للإسلام والمسلمين ، ومن المتوقع أن تشهد العلاقات التشادية السعودية تناميا وتعاظما باستحداث مجالات أخرى للتعاون في القطاعين الاقتصادي والاستثماري وخاصة في مجال البترول.

العلاقات التشادية المصرية:

شهدت العلاقات بين تشاد ومصر في الفترة من 2014 حتى الآن سلسلة من التطورات الإيجابية في جميع المجالات، الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والإنسانية ـ وكذلك فيما يتعلق بالمواقف من قضايا إقليمية ودولية.

يتسم الموقفان المصري والتشادي بالتوافق بصدد العديد من القضايا الإقليمية وخاصة القضية الليبية حيث يتفقان على وحدة الأراضي الليبية وصون مقدراتها، ودعم المؤسسات الليبية الشرعية وفي مقدمتها البرلمان الليبي والجيش الوطني، ومساندة بعثة تنفيذ مبادرة دول جوار ليبيا، وكذلك جهود المبعوث الأممي.

التحديات المستقبلية:-

تتعرض منطقة حوض بحيرة تشاد، والتي تضم بجانب تشاد ومالي والنيجر ونيجيريا والكاميرون وموريتانيا وبوركينافاسو، لعمليات إرهابية متنوعة تقوم بها تنظيمات إرهابية متعددة يرتبط معظمها بالمنظمتين الأكثر شهرة وتأثيرا وهما القاعدة وداعش، بل إن البعض ينتمي إلى إحدى المنظمتين.

وفي إطار محاربة الإرهاب في منطقة الساحل أيضا شاركت تشاد قوات الدول الخمس ـ موريتانيا، النيجر، بوركينا فاسو، مالي لمكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدد المنطقة بدعم فرنسي أساسي وتعاون أوروبي أمريكي، وتم توفير التمويل اللازم لعمل هذه القوة.

مقالات ذات صلة

إغلاق
إغلاق